
قصة جحا والملح في الماء - حكمة عميقة
في يوم من الأيام، جاء رجل غاضب إلى جحا يشكو من أنه دائماً محبط وحزين بسبب مشاكل الحياة. قال الرجل: "يا جحا، كل يوم أواجه مشاكل جديدة. أشعر أن الحياة مُرّة ولا أستطيع تحملها!"
فكر جحا قليلاً، ثم طلب من الرجل أن يحضر له كأساً من الماء وقليلاً من الملح. تعجب الرجل لكنه فعل ما طلبه جحا. أخذ جحا ملعقة كبيرة من الملح ووضعها في كأس الماء وحركها حتى ذاب الملح.
ثم قال جحا للرجل: "اشرب من هذا الماء." شرب الرجل رشفة وقال بتقزز: "فظيع! الماء مالح جداً لا يُشرب!"
ابتسم جحا وقال: "هذا صحيح. الآن تعال معي." أخذ جحا الرجل إلى بحيرة كبيرة قرب القرية. حمل جحا نفس كمية الملح ورماها في البحيرة. ثم قال للرجل: "الآن اشرب من ماء البحيرة."
شرب الرجل وقال: "الماء عذب، لا أشعر بطعم الملح!" قال جحا: "نفس كمية الملح يا صديقي. لكن في الكأس كان الماء قليلاً، فأصبح الملح مركزاً ومُراً. أما في البحيرة، فالماء كثير والملح نفسه لم يؤثر في طعم الماء."
ثم أضاف جحا بحكمة: "مشاكلك هي الملح يا صديقي. إذا كان قلبك صغيراً كالكأس، ستشعر أن كل مشكلة صغيرة مُرّة لا تُطاق. لكن إذا وسّعت قلبك وصدرك ليكون كالبحيرة، ستجد أن نفس المشاكل لن تؤثر فيك. وسّع قلبك بالرضا والصبر والإيمان، وسترى أن الحياة ليست مُرّة كما تظن."
فهم الرجل الدرس وشكر جحا على حكمته العميقة. منذ ذلك اليوم، كلما واجهته مشكلة، كان يتذكر قصة الملح في الماء، ويحاول أن يوسع قلبه ليحتوي المشاكل دون أن تؤثر فيه.
استمع للقصة
ملاحظة: توليد الصوت لأول مرة قد يستغرق من 30 ثانية إلى دقيقة واحدة. بعد ذلك، سيكون الصوت متاحًا فورًا.
💡الحكمة من القصة
سعة الصدر والرضا يجعلان المشاكل الكبيرة تبدو صغيرة